سلطة سياسية عليا بدأت التدخل فى ملف الأزمة بين المحامين والقضاة

منذ الساعات الأولى ليوم السبت يبدو جليا أن سلطة سياسية عليا بدأت التدخل فى ملف الأزمة بين المحامين والقضاة .. فبعد أن أعلن الدكتور فتحى سرور رفضه التدخل فى الأزمة فى جلسة علنية بمجلس الشعب وقبل مرور 24 ساعة على هذا التصريح اجتمع حمدى خليفة نقيب المحامين صباح السبت بالدكتور فتحى سرور فى مكتبه بمجلس الشعب وكان من المقرر حضور المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة إلا أن الاخير رفض الحضور فى وجود خليفة مما اضطر سرور الى تبادل وجهات النظر مع خليفة ثم صرف خليفة من مجلس الشعب ليحضر بعده الزند
ثم تبدأ وقائع جلسة تفاوضية جديدة بواسطة الدكتور فتحى سرور بين كلا من المستشار احمد الزند والمهندس أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطنى .. ويحاول عمر هريدى أمين صندوق نقابة المحامين وعضو مجلس الشعب رسم الصورة على ان المفاوضات تتم معه هو لكن الحقيقة أن المفاوض الاصلى باسم المحامين كان المهندس احمد عز بعد أن لجأ له عمر هريدى طالبا تدخله لاحتواء الأزمة .
فى ذات الوقت وبينما كانت نقابة المحامين قبل يوم واحد من هذه الاحداث تعلن على لسان المتحدث الرسمى باسمها وهو نقيب المحامين على الدخول فى إضراب عن العمل بينما أعلنت جبهة الدفاع عن استقلال نقابة المحامين عن بدء تنظيم اعتصام مفتوح داخل النقابة بحضور ومباركة مجلس نقابة المحامين وعلى رأسه حمدى خليفة .. فوجىء المحامون مساء السبت بتصريحات على لسان النقيب حمدى خليفة عبر وسيط تعلن تعليق الإضراب .. وعندما بدأت ثورة بعض المحامين تشب بسبب هذه التصرحات أعلن وسيط اخر عبر اتصال هاتفى ان خليفة ينكر هذه التصريحات ويعلن ان الاضراب والاعتصام مستمرين .
ولم يمر عشر دقائق على نشر هذه التصريحات إلا وفجىء المحامون مرة اخرى بظهور عمر هريدى على قناة الحياة الفضائية ليعلن أن الازمة فى طريقها للحل وان الاتفاق تم على التهدئة مؤكدا انه لا يوجد اضراب ولا اعتصام بالنقابة مؤكدا ايضا على أن المتحدث الرسمى باسم النقابة هو مجلسها فقط ولا عبرة لجبهات أو تيارات أو غير ذلك . وعند سؤال هريدى عن موقف المحامين المحبوسين من هذه المفاوضات اجاب بعبارات غير مفهومة قائلا ان امرهم فى يد القضاء الآن .
إلى هنا بدأ المحامون المشاركون فى هذه الاحداث يستشعرون أن ثمة تلاعب يحدث فى القضية وان تصريحات هريدى تتناقض مع تصريحات خليفة ولم يعد ظاهرا من المتحدث باسم النقابة هل هو خليفة أم هريدى .
على صعيد آخر بدأت حالة من التزمر تسود الاعتصام المنعقد بالنقابة العامة حيث اتهم بعض المحامين المعتصمين حمدى خليفة انه يتلاعب بهم وأن تهدئة الأزمة على هذا الوضع بدون حل لقضية المحامين المحبوسين يعتبر تراجع وهزيمة غير مبررة .
ولازالت مفاوضات أحمد عز والمستشار الزند جارية حتى الآن فى الوقت الذى يشهد فيه اعتصام النقابة حالة من الغليان بسبب تصريحات هريدى قد تؤدى الى انشقاق فى حركة المحامين ما بين مجلس النقابة وبين المحامين .